بســـــــــــــ الله الرحمن الرحيم ـــــــــــم
الســ عليكم ـــلام
إنهم رجال ولكن ليسوا كباقي الرجال ، إنهم عظماء ولكن ليسوا كبقية العظماء ، فعظماء الدنيا يعملون ويسعون لمجد زائل ،أما رجالنا وشخصياتنا فهم يعملون من أجل الآخرة ، من أجل رفعه الإسلام ، وجعل راية التوحيد خفاقه في الأمصار ، فهيا بنا نجول في رياض حياتهم ، لعلنا نرجع بنور يضيء لنا الطريق .ـ
ـ البراء بن مالك ـ
كان أشعث اغبر معروق العظم تقتحمه عين رائيه ثم تزور عنه ازورارا انه البراء بن مالك الأنصاري أخو خادم الرسول صلى الله عليه وسلم انس بن مالك ،
ان بطولات البراء المقدامة فيها كثير من الشجاعة والاستبسال نذكر منها هذه البطولة فعندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم بدأت القبائل تخرج من دين الله أفواجا كما دخلته حتى لم يبقى على دين الإسلام إلا أهل مكة و المدينة والطائف وجماعات متفرقة هنا وهناك فجهز الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه أحد عشر جيشا من المهاجرين و الأنصار وعقد لقيادتها أحد عشر لواء و أرسلهم في شتى أنحاء الجزيرة العربية ليعيدوا المتدين إلى سبيل الهدى والحق وكان أقوى المرتدين باسا وأكثرهم عددا على الإطلاق بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب فقد اجتمع لمسيلمة من قومه وحلفائه أربعون ألفا من المحاربين الأشداء وكان أكثرهم قد اتبعوه عصبية له لا إيمانا به فقد قال بعضهم اشهد أن مسيلمة كذاب وان محمدا صادق ولكن كذاب ربيعه ( مسيلمه ) احب إلينا من صادق مضر ( محمد صلى الله عليه وسلم ) وقد هزم مسيلمة أول جيش للمسلمين بقيادة عكرمة بن أبى جهل ورده على أعقابه فارسل إليه جيشا ثان بقيادة خالد بن الوليد حشد فيه وجوه الصحابة من المهاجرين و الأنصار وكان في طليعة هؤلاء البراء بن مالك والمسلمين يتراجعون حتى وصل أصحاب مسيلمة إلى فسطاط خالد واقتلعوه من أصوله وكادوا يقتلون زوجته لولا أجارها واحد منهم عند ذلك شعر المسلمون بالخطر الداهم و أدركوا انهم إن هزموا اليوم لن تقوم قائمة للإسلام بعد اليوم فهب خالد إلى جيشه فاعاد تنظيمه حيث ميز هؤلاء عن هؤلاء ليعرف بلاء كل فريق في المعركة ومن أين يؤتى المسلمون ودارت رحى معركة ضروس ولم يأبه جيش مسيلمة بما أصابهم من القتل بل ثبتوا ثبات الجبال الراسيات و أبدى المسلمون من خوارق البطولات ما لو جمع لكان ملحمة من روائع الملاحم فهذا زيد ابن الخطاب ينادي في المسلمين أيها الناس عضوا على أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدما فما زال يقاتل حتى قتل ولكن بطولات الصحابة جميعا تتضاءل أمام بطولة البراء كيف لا و هو الذي قال فيه عمر ( لا تولوا البراء جيشا من جيوش المسلمين خشية إن يهلك جنده بإقدامه فقد ناده خالد قائلا إليهم يا فتى الأنصار فالتفت البراء إلى قومه قائلا لا يفكرن أحدكم بالرجوع إلى المدينة فلا مدينة لكم بعد اليوم إنما هو الله وحده ثم الجنه ثم ما لبث إن انجرى يشق الصفوف ويعمل السيف على رقاب الأعداء حتى زلزلة إقدام مسيلمة و أصحابه فلجئوا إلى الحديقة التي عرفت فيما بعد بحديقة الموت لكثرة قتلاها كانت الحديقة عالية الجدران فتحصن بها مسيلمة والآلاف من جنده بجدرانها العالية وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم كالمطر عندها تقدم البراء قائلا يا قوم ضعوني على ترس وارفعوا الترس على الرماح ثم اقذفوني قريبا من أبواب الحديقة فأما إن استشهد واما إن افتح لكم الباب وفي لمح البصر جلس البراء على ترس فقد كان نحيل الجسم فرفعته الرماح فألقته داخل الحديقة بين الآلاف من جند مسيلمة فنزل عليهم كالصاعقة واخذ يجادلهم أمام باب الحديقة حتى قتل عشرة منهم وفتح الباب وبه بضع وثمانون جرحا فتدفق المسلمون واخذوا يقاتلون المرتدين قتلوا منهم قريبا من عشرين ألفا ووصلوا إلى مسيلمة فردوه صريعا وبعد المعركة اخذ خالد البراء يعالجه من جراحه لمدة شهر حتى كتب الله له الشفاء وكتب على يديه النصر
الموضوع مطروح لمناقشة الفائدة التي تعلمناها من أحد الرجال العظماء .
الخميس سبتمبر 23, 2010 2:56 pm
】تــــ ح ــــياتي 【
