حي سلوان
كان الطفل صلاح الدين يتابع أحداث ما يجري في مدينة القدس الحبيبة، وكان كثيراً ما يتألم حينما يسمع أو يشاهد عبر التلفاز معاناة سكان القدس الفلسطينيين. وأثناء متابعته للأخبار سمع عن حي سلوان المتواجد في مدينة القدس، وبسبب حبه لمدينة القدس، مباشرة ذهب إلى جده أبو جهاد الذي يعلم الكثير عن المدن الفلسطينية.
وبابتسامة جميلة صاحبة كلمات صلاح الدين لجده الحبيب وهو يسأله عن حي سلوان، مثل العادة ابتسم الجد وجمع أحفاده ليحدثهم عن المدن والأحياء الفلسطينية، ومن بينهم حي سلوان.
حيث قال لي جدي العزيز :"إن حي سلوان يعد من أهم أحياء مدينة القدس, واعتبر حاضن المسجد الأقصى ومصدراً للمياه، ويشكل سلوان الحاضن الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى, وبدونها يفقد التواصل السكاني العربي.
وذكر لي جدي الحبيب حينما كنت أجلس بجواره مع أختي هند في ليلة الشتاء الباردة، أن حي سلوان غني بالمواقع التراثية والشواهد الأثرية, وشاهدا على سعي الاحتلال الدائم لطمس حقائق التاريخ من خلال الحفريات.
وأخبرني جدي بعد أن شرب شيء من الشاي الساخن، تمتد من باب النبي داود غرباً حتى أبوديس شرقاً وهي مستهدفة من قبل الاحتلال منذ 1967 حيث تتواصل عملية تشريد سكانها وتهويدها، في إطار مزاعم إسرائيلية بأنها مدينة داود.
وتابع جدي بحديثه الشيق عن حي سلوان وقطرات المطر تتساقط على منزلنا، "تشهد وجود شبكة أنفاق حفرها الاحتلال أسفلها تتجه نحو الأقصى المبارك بما يتسبب في تصدع المنازل, في إطار مخطط لتفريغ القدس من سكانها".
وحينما سألته عن معنى اسمها أجاب بابتسامة حنونة " الصبر"، وقد تكون آرامية الأصل وتعني الشوكة.
وأخبرني جدي أن أبرز الأحياء السكنية فيها هو حي الفاروق، ويجد بها مسجد عين سلوان والعمري وعين اللوزة ..وغيرها.
وتغنى لي جدي بشعر أبو العلاء المعري الذي قال فيها:
وبعين سلوان التي في قدسها طعم يوهم أنه من زمزم
ابتسم صلاح الدين وقال:" سيأتي اليوم يا جدي بان نحرر كافة الأراضي الفلسطينية ونصلي بالمسجد الأقصى ونسير على أرض فلسطين من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها".
"اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك دفاعاً عن القدس الحبيبة"