منتدى الكلية الاسلامية
منتدى الكلية الاسلامية
منتدى الكلية الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الكلية الاسلامية

منتدى كلية الدعوة الاسلامية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نحن وذكرى ميلاد ابو جهاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.سعد رستم طه عميد الكلية
عضو مميز
عضو مميز
د.سعد رستم طه عميد الكلية


عدد المساهمات : 245
نقاط : 396
تاريخ التسجيل : 22/09/2010

نحن وذكرى ميلاد ابو جهاد Empty
مُساهمةموضوع: نحن وذكرى ميلاد ابو جهاد   نحن وذكرى ميلاد ابو جهاد Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 12, 2010 1:00 am

نحن/ وذكرى ميلاد أبو جهاد ( 74 عاماً


بقلم/ أبو علي شاهين
دردشة رقم 36
هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها .
وردت عبارة الشعب المختار على لسان هتلر فبحسب البعض فقد سئل هتلر عن سبب معاداته لليهود فأجاب :ـ
"أنه لا يمكن أن يكون هناك شعبان مختاران، فنحن وحدنا الشعب المختار".
د.عبد الوهاب المسيري.
مقدمة
أ‌- أمسكت بالقلم، الساعة الرابعة إلا الربع من فجر هذا اليوم ..، لأكتب بأنه في مثل هذا اليوم رُزق } إبراهيم محمود الوزير { بطفل أسماه } محمد خليل {، وذلك في مدينة الرملة. في أيام عصيبة من أشد أيام فلسطين توتراً وشدة / إنتظاراً لولادة ما تحمله الأيام، لوضع حملها من رحمها.
ب‌- لقد شهد الجنين ستة أشهر كاملة وهي الأخيرة من حمله في أحشاء أمه .. وهي زمن الإضراب الفلسطيني العام الذي بدء في [20/4/1936]، سمع بتواتر الأنباء وهو يتحرك في ملجأه الآمن ..، وجاء إلى الحياة يوم السبت [10/10/1936] الموافق [24/7/1355هـ] والشعب ينتظر ما ستسفر عنه إتصالات القيادة } اللجنة العربية العليا { مع الزعامة الرسمية العربية ممثلة بـِ ( الملك عبد العزيز آل سعود والملك غازي الأول ملك العراق والأمير عبد الله بن الحسين أمير شرق الأردن ).
ج- وكان نتيجة تلك المساعي أن وجهوا في [11/10/1936م] النداء التالي:-
( إلى أبنائنا عرب فلسطين ... لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين، فنحن بالإتفاق مع إخواننا ملوك العرب والأمير عبد الله، ندعوكم للإخلاد إلى السكينة حقناً للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية، ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم ).
د- فور صدور هذا البيان، دعت اللجنة العربية العليا اللجان القومية ( القيادات المناطقية الميدانية ) في فلسطين لعقد مؤتمراً لها في القدس، وأصدرت اللجنة العربية العليا البيان التالي:-
( قررت اللجنة العربية العليا بالإجماع، وبعد إستشارة مندوبي اللجان القومية، والحصول على موافقتهم بإتفاق الآراء، أن تلبي نداء أصحاب الجلالة ملوك العرب وسمو الأمير، وأن تدعو الأمة العربية الكريمة في فلسطين، للإخلاد إلى السكينة وإنهاء الإضراب والإضطرابات إبتداء من صباح يوم الإثنين المبارك 26 رجب 1355 هـ ـ الموافق 12 تشرين أول 1936 م، وأن يبكر أفراد الأمة العربية في صباح ذلك اليوم إلى مساجدهم. لإقامة الصلاة على أرواح الشهداء، ورفع الشكر لله تعالى على ما ألهمهم من صبر وجلد. ثم يخرجون من المساجد لفتح متاجرهم وحوانيتهم ومزاولة أعمالهم المعتادة ).
هـ- ما أشبه الليلة بالبارحة، وما شابه أباه ما ظلم ..، حقاً .. إن شعبنا دوماً وأبداً أعظم من كل قياداته ..، .
(1)
في مثل هذه الأجواء .. أطل الوليد / "محمد خليل" على الدنيا .. قبل (74) عاماً ..، في بيت يسوده الهدوء تعصف من حوله وقائع وتداعيات القضية ..، الجميع ينتظر " لجنة إيرل بيل الملكية " --، . وزير المستعمرات البريطانية يعلن في [5/11/1936] موافقة حكومته على إصدار (18000) تصريح هجرة رسمية لليهود للستة أشهر التالية، اللجنة العربية العليا تحتج وتصدر بياناً في [6/11/1936] تُعلن فيه مقاطعة اللجنة الملكية.
يفشل المندوب السامي البريطاني لحمل اللجنة العربية العليا للعدول عن موقفها، فتلجأ حكومته إلى الملك عبد العزيز آل سعود والملك غازي للتدخل، أخذت اللجنة العربية العليا بنصيحتيهما وقبلت التعاون مع اللجنة. ألم أقل – ما أشبه الليلة بالبارحة!.
(2)
أجمل ما جاء في الشهادات لدى " لجنة بيل الملكية " ..، تقدم سماحة مفتي القدس والديار المقدسة بوجهة النظر العربية:-
- إن القضية العربية في فلسطين هي قضية قومية إستقلالية، لا يختلف في جوهرها عن قضايا العرب العلامة عامة.
- كما طالب بحل القضية على الأسس التي حلت عليها قضايا العراق وسوريا ولبنان:-
أ‌- إنهاء الإنتداب.
ب‌- عقد معاهدة صداقة مع بريطانيا.
ج- إقامة حكومة وطنية ذات حكم دستوري.
د- المساواة والتمثيل لجميع المواطنين.
هـ- ضمان العدل والتقدم والرفاهية للجميع.
(3)
بينما سماحة المفتي .. يقول ما سبق .. ويطرح حلاً وطنياً إنسانياً يشمل جميع المواطنين ( بما تعنيه الكلمة )، أما الزعيم الصهيوني ( المعتدل!! ) د. حاييم وايزمن ..، فتقدم بشهادته، شارحاً تفسيره لوعد بلفور، } أن القصد منه يوحي بأن بلاد العرب للعرب، وأرض إسرائيل لليهود وأرمينيا للأرمن { .. وأضاف:-
( أعرف أن الله وعد بفلسطين أبناء إسرائيل، ولكني لا أعرف الحدود التي رسمها، إنني أؤمن أنها أوسع من الحدود المقترحة، ومن المحتمل أن تشمل شرقي الأردن. ومع هذا فقد غضضنا النظر عن هذا القسم الشرقي، ويُطلب منا أن نتنازل عن بعض القسم الغربي ..، وإذا كان الله سيفي بوعده لشعبه في الوقت الذي يقرره، فواجبنا – نحن بني البشر – الفقراء إليه تعالى، الذين يعيشون في عصر صعب، أن ننقذ – وبقدر الإمكان – ما يمكن إنقاذه من إسرائيل. "هذا هو الإعتدال الصهيوني!"، . يهودية الأرض، ( أُم الوطن القومي أو الدولة )، قضية قديمة ـ جديدة . أتمنى لمتطرفينا من الإنقلابيين وأهل المقاومة الشعبية السلمية اللاعنفية من مُـتَـدَيِـني ( N.G.O.S )، والمرتدين عن اليسار، والمرتدين عن النضال الوطني بكل أذرعه بما فيها ذراع الكفاح المسلح .. وقت الحاجة السياسية، البندقية الغير مسيسة قاطعة طريق ..، أن يقرءوا " الإعتدال الصهيوني! " .. إنه لا يتنازل عن شيء، ولكنه يعرف كيف يتعامل مع الواقع الذي يراه ظالماً حسب مزاعمهم، من أجل تغييره لصالح فكرته العدوانية .. المغتصبة للحقوق التاريخية الغير قابلة للتصرف من الشعب العربي الفلسطيني حسب ما قررته الأعراف الدولية -، .
إن التطرف القائل ( المقاومة من أجل المقاومة ) هو الغباء السياسي بعينه، إن هذا الأمر ليس مغامرة، بل وياليت أنه مقامرة .. إنه الإنتحار السياسي .. الذي يهرق الدماء هدراً بلا طائل، وهباء بلا أدنى مردود، وقرينه في السوء هو ( المفاوضات من أجل المفاوضات ) ..، حيث يجيب أصحاب هذه الفلسفة الموغلة في التفاهة والإنحطاط الفكري، بأن البديل للمفاوضات .. هو البدء بالمفاضات .. ولكن كل مرة من الصفر، ( طيطي طيطي .. زي ما رحتي زي ما جيتي! ) .. الرحمة لروح أمير الشهداء/ أبو جهاد .. وهو القائل بالواقعية الثورية .. ( نقاتل ونفاوض ) .. فهل من فهيم يرعوي .. أم البقاء للبهيم يرعى؟.
(4)
هذا الشاهد الصهيوني ( المعتدل! ) قابله شاهد صهيوني آخر، إنه زعيم الصهيونية الإصلاحية ( زئيف جابوتنسكي ) الذي تحدث عن أهداف الصهيونية الحقيقية:- " إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل التاريخية، وعلى ضفتي الأردن ". وقد كتب "جابوتنسكي" في أحد أشعاره :- "ضفتان للأردن هذه لنا وهذه أيضاً".
وفيما بعد أصبح شعار منظمات اليمين بيت الشعر هذا لـ" جابوتنسكي "، كم كلا الإثنين معتدلاً قياساً بالثقافة التي ورثاها وعمرها أكثر من (25) قرناً .. منذ كتابة (عزرا الكاتب) للمدونات التوراتية في بابل، وجاء فيها :-
" أعطي لك ولنسلك من بعدك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً وأكون إلههم " ] سفر التكوين، الإصحاح (16) [، ولكن ما حدود أرض كنعان ؟ .. يجيب مدير دائرة الطابو لدى " عزرا الكاتب " :- "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " ] سفر التكوين، الأصحاح (16) [ ..، كل هذا المخزون في العقل الباطن "اليهودي ـ الصهيوني" ..، ولا زال حبل المفاوضات مفتوحاً على الغارب، بين أحفادهم وبيننا . لقد أغرقنا اليمين الصهيوني في لا مفاوضات بلا وقف للإستيطان، أصبح الهدف هو وقف الإستيطان، وعلينا أن نقبل ذلك، وأما أن تتحول القضية الوطنية إلى مسرحية تجميد بعض المستوطنات ولمدة شهرين، والله هزلت، ولكن صحتين يا قمر ! .. لمن سيأتي ليقول لنا محدثاً بلباقة .. أن النصر قد سار بين قدميه ـــ !!!. أين ما إنطلقنا من أجله في [1/1/1965]، أتسمعنا يا أخ أبا جهاد وإخوانك في ملكوت السموات ..، هل لهذه الأسباب سعوا لإغتيالك ؟.
(5)
إجتمعت " لجنة بيل" للشهود عرباً وصهاينة وإنجليز، وقررت التقسيم، لأن " التقسيم يفسح المجال لتوطيد السلام في نهاية الأمر "، وتلخص المشروع الذي أصدرته في [7/7/1937] في الأتي :-
1. إنهاء الإنتداب .
2. إقامة دولتين على الأرض الفلسطينية ( عربية ويهودية ).
3. وضع الأماكن المقدسة تحت إشراف الدولة المنتدبة.
وأما بيت القصيد من هذا المشروع، خلافاً لإعلان إقامة " دولة يهودية " فقد ظهر في موقف " حزب الدفاع المهادن " لإدارة الإنتداب البريطاني، حيث إنسحب "الحزب" يوم [3/7/1937] من " اللجنة العربية العليا"، بحجة الإغتيالات السياسية، والحقيقة أنه كان مؤيداً للمخطط البريطاني القاضي بضم الجزء الخاص بالدولة العربية إلى إمارة شرق الأردن.
(6)
وهذا دفع اللجنة العربية العليا إلى رفض المشروع جملة وتفصيلاً، وإذاعة بيانها في [9/7/1937] بصوت المفتي الحاج أمين الحسيني الذي أكد فيه :ـ
" إن هذه البلاد لا تخص عرب فلسطين وحدهم، بل العالمين العربي والإسلامي قاطبة، ولهذا فعليهم تقع المسئولية " ..، وطالبهم " أن يدركا فلسطين قبل أن تصبح أندلساً ثانية ".
(7)
بدأت الأمور تنحدر نحو المواجهة العسكرية، وبرزت على السطح الإستعدادات الثورية وعلى كل المستويات، فـعُـقد [مؤتمر بلودان ـ بجوار دمشق، في 8/9/1937]، وحضره حوالي [400 ممثل من الأقطار العربية، وإنتخب المؤتمر سماحة المفتي الحاج أمين الحسيني رئيساً فخرياً له، وقد تقرر في المؤتمر :ـ " إن فلسطين بلاد عربية وأن واجب العرب إنقاذ هذا القطر من الخطر المحيق به، وهو يستنكر فكرة التقسيم ويؤكد أن القضية يمكن أن تحل على أساس إلغاء الإنتداب ووعد بلفور، وعقد معاهدة بين بريطانيا وممثلي العرب على غرار المعاهدة العراقية، كما يتعهد العرب في فلسطين بأن يُـعامل اليهود كما تعامل الأقليات في جميع البلاد التي تطبق فيها مبادئ عصبة الأمم " .
(Cool
نفس الصياغة البلاغية .. إن مقدمة هذا البيان تصلح أن تكون مقدمة بيان القمة العربية المنعقدة في سرت (أمس 9/10/2010)، لم يتغير شيء .. حقاً [ العاجز من لا يستبد ]، ألا اللعنة على الضعف والضعفاء ..، إن الأمة العربية تمر بأكثر من أزمة .. كل منها تستحق مؤتمر قمة عربي إستثنائي لمعالجتها ومعالجة مضاعفاتها وتداعياتها ..، الصومال، اليمن، العراق، السودان "الجنوب ودارفور"، فلسطين، الإرهاب، لبنان وكواليسه، فيعقد المؤتمر لمدة (4) ساعات فقط لا غير، بما فيها [أظن] مدة قراءة البيان، حرية المرور بين أقطار الوطن العربي أين ؟ ..، حرية إنتقال البضائع العربية بينياً ــ ماذا جرى لها ..، السودان / يا للغرابة ـ وافقت واشنطن ورحبت بصحة وشفافية الإنتخابات الأخيرة، وخلف الأكمة ما خلفها ..، ناس بتخطط يا عم ..، ونجح الرئيس البشير .. ولم تعترض واشنطن .. لأنها ترمي أبعد بكثير مما يتصور من لا يروا أبعد من "أرنبات أنوفهم"، .
(9)
نجحت الخطة الأمريكاني .. بأن أعطت شهادة حسن سير وسلوك للإنتخابات السودانية (!!!)، وفي نفس اللحظة .. نفذت قرارها المعد سلفاً لإنفصال جنوب السودان عن شماله ..، وفي أفضل حالاته حرب بين الشمال والجنوب .. تمتد عقد أو عقدين من الزمان، تكون واشنطن قد أنجزت ما تريد من السودان.
وهكذا وقع المواطن والوطن العربي في معطيات الإنسلاخية .. بدلاً من الوحدوية ..، والأمور لن تقف عند المعادلة السودانية ..، على جميع حكام الأقطار العربية .. كل منهم يضع يده على رأسه، فكل على رأسه بطحة .. وإلا ما معنى الفوضى الخلاقة ؟ ما معنى الشرق الأوسط الجديد الكبير الديمقراطي .. شرق أوسط أميركاً ( جمهوريات وممالك وإمارات مزارع الموز ـــ )، .
ماذا لو حافظ كل نظام قطري .. على قُـطْـرِيتهِ وتمسك بأهداب الوحدة العربية .. هدف أهداف المواطن في الوطن العربي ..؟ .. هل كان هؤلاء الحكام سيخسرون شيئاً ..، الا سحقاً لهذه المرحلة .. إنها مرحلة التردي والإنحطاط .. وهذا وذاك .. مقدمة لإنهيار النظام السياسي العربي الرسمي . ونحن في فلسطين لم يكن باعنا قصيراً في السلبية الإنسلاخية، أقرع ونزهي !.
(10)
الأمور تتأزم أكثر .. وأكثر، بريطانيا تريد أن تضع القرار موضع التنفيذ ..، يقابله غليان جماهيري .. إجراءات قمعية إنتدابية .. تصاحب إعلان بريطانيا قبولها رسمياً لقرار اللجنة .. وتعلن أنها أوكلت مهمة ذلك لضابط الإتصال مع اللجنة الملكية (بيل) ـ مستر أندروز حاكم لواء الجليل، مجموعة من الشباب الثوار تُـطلق النار عليه وترديه قتيلاً في [27/9/1937]، وهم من .......يين .
حكومة الإنتداب تتهم المفتي بأن له يد في مقتله، إتخذت قرارها بعزله من منصب رئيس المجلس الإسلامي، وداهمت قوات الإنتداب دار اللجنة العربية العليا لإعتقال المفتي في [29/9/1937]، تمكن من الإفلات، ولجأ إلى الحرم القدسي، قامت حملة إرهاب بريطانية في عموم أنحاء فلسطين منذ [1/10/1937]، حيث قامت القوات العسكرية بإعتقال العديد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية وزجت بهم في سجونها وقامت بإبعاد القيادات الوطنية إلى جزيرة سيشل، وتمكن المفتي من الوصول إلى لبنان بحراً.
وإندلعت الثورة في أرجاء فلسطين في إشتباكات عسكرية نوعية متعددة. وأقامت سلطات الإنتداب المحاكم العسكرية في [11/11/1937] وأصدرت أحكاماً قاسية بحق نشيطي فعاليات الثورة، كما نفذت أحكاماً بالإعدام بأكثر من مائة ثائر، ما بين [خريف 1937 ـ صيف 1938] .
(11)
أوفدت الحكومة البريطانية لجنة (سيرجون ودهيد) لتحديد وسائل تحقيق مشروع التقسيم على الأرض، وزارت فلسطين في [إبريل/نيسان و يوليو/تموز ـ 1938] ولكن اللجنة أعلنت أن التقسيم غير عملي ولا يمكن تنفيذه .
بعد إطلاع لندن على تقرير اللجنة أعلنت أنها عزفت عن التقسيم في [نوفمبر ـ تشرين ثاني/1938]، ويؤكد العارفين .. وكذا الشعب .. أن بريطانيا ما كانت لتأخذ قرارها هذا بعيداً عن تجدد فعاليات الثورة المسلحة في فلسطين .
(12)
هكذا تُـساق العير .. إن كان للعير ثمة أهل !، " ما أُخذ بالقوة لا يُـسترد إلا بالقوة "، الرحمة للقائد الخالد جمال عبد الناصر .. في هذه الجملة الموسوعة، وعلى ما يبدو إن الكثير من " اللي ساكنين فوق " لا يقرأون، فقد إعتبر كارل كلاوزفـيـتـز أن "الحرب ما هي إلا إستمرار للعلاقات السياسية بوسائل أخرى"، وفي موقع أخر من كتابه (في الحرب) يقول :ـ الحرب لا تخص ميدان الفنون والعلوم وإنما تتعلق بالوجود الإجتماعي .. فهي نزاع بين المصالح الكبرى يسويه الدم"، وأما هيجل ـ في / أصول فلسفة الحق ـ فيقول :ـ "فالدول إذا ما إختلفت ... فإن النزاع لا يمكن حسمه بغير الحرب".
هذه الفقرة السابقة التي أمامنا .. كيف علينا أن نتعامل معها .. هل نقرأها ولا نفهمها ؟ أو نفهمها وننساها ..، أم نتناساها(!)، تحت مقولة "ليس بالإمكان أبدع مما كان"، وهكذا نهرب من تقصي حقيقة الوعي وضرورة المواجهة وحتمية الإستعداد لإنتزاع النصر.
(13)
دعت بريطانيا لمؤتمر مائدة مستديرة في لندن، وخلال الإجتماع أُعلن عن توقف الثورة .. لإفساح المجال أمام المجتمعين (دول عربية وعرب فلسطين وممثلي الييشوف) برعاية بريطانية للنجاح في مسعاهم (!!!). وفشل المؤتمر أمام العنت البريطاني والصلف الصهيوني.
وكسب الإنجليز والصهاينة الرهان .. حيث لم تعد هناك ثورة مسلحة ولا يحزنون ــ، وهكذا (كالعادة) [ كب "دلق" العرب، فلسطينيين وغير فلسطينيين، قربتهم على هوى السحابة .. ولم تأتِ السحابة ] . ولا زلنا على ذات النهج ونسير في ذات النسق .. ننتظر السحابة.
(14)
أصدرت بريطانيا في [17 يونيو ـ حزيران / 1939] كتابها الأبيض الثالث ..، والذي إستجاب لمطالب فلسطينية معينة ولكن إستعمل صيغة (سوف)، خلال عشر سنوات، ستنفذ بريطانيا، الهجرة الصهيونية بمعدل (10000) سنوياً و(25000) من الفارين من الإضطهاد، وبعد ذلك تكون الهجرة بموافقة العرب، أما الأراضي .. تم تخويل المندوب السامي لمعالجة هذا الأمر.
وكأن الذي كتبه هو الرئيس جورج بوش ( الإبن ) أو مستر بلير .. أو أي واحد من شاكلة هؤلاء ..، حرف السين القاتل، والوعود الكاذبة .. منذ وعود مكلماهون ـ الحسين، وصولاً لخطاب أوباما في القاهرة أو خطابه الأخير في الأمم المتحدة .
لا أدري كيف / يمكن أو يتمكن مَـنْ زَرَعَ المشروع الصهيوني .. في عمق الوطن العربي لفصل مشرقه عن مغربه .. وزَرَعَ العنصر البشري المعادي .. كيف يمكنه إقتلاع زراعته ..!؟، والأهم أنهم جميعاً "الدول الإستعمارية" شاركوا في هذه الزراعة .. ولا أستثني منهم أحداً .
(15)
إندلعت الحرب العالمية الثانية، عندما إجتاحت قوات الجيش الألماني .. دولة بولندا في [1/9/1939] وإستعر أوار الحرب ولم تنجوا منها بقعة جغرافية إستراتيجية في العالم . ودفع العالم ثمن التغول الرأسمالي والصراع على الأسواق الإستهلاكية وسرقة المواد الخام من المستعمرات ونهبها بلا أثمان تُـذكر ..، ووجد الحزب النازي الألماني غايته في ترجمة أفكار التفوق العنصري في هذه الحرب .
وضعت الحرب أوزارها ( صيف 1945 ) .. وقد أُنهكت قوى دول أوروبا وجنوب وشرق أسيا وشمال أفريقيا، والمفتي الحاج أمين الحسيني توجه إلى ألمانيا النازية، وخسرت الحرب .. وخسر المفتي الحرب كذلك ..، وإنتصرت دول الحلفاء وإنتصر المشروع الصهيوني أيضاً معهم.
(16)
وتفتحت عينا الطفل / خليل الوزير .. على لحن هذه السيمفونية الصاخبة ..، لقد خَـلَـدَ العالم ـ جغرافيا المعارك ـ إلى الهدوء .. ليعيد بناء ما دمرته الحرب ..، إلا نحن في فلسطين .. فلقد بدأت الجغرافيا تضج .. والتاريخ يتململ .. والمؤامرات تكبر .. وحسابات الدول تتدحرج من علٍ .. وصراع النفوذ يترعرع ..، والمشروع الصهيوني يجمع قواه تحضيراً لما هو آتٍ ..، والطفل / خليل الوزير يترعرع في هذا المناخ العاصف من كل حدب وصوب، العالم بأسره منتصريه ومهزوميه، مؤمنيه وملحديه، شرقه وغربه، رأسمالييه وشيوعييه، شيبه وشبابه، عربه وعجمه، الجميع يبحث عن بقعة نفوذ ولو مرقد عنزة في الأرض المقدسة، الأشقاء والأعداء .. الجميع يتآمر على شعبنا .. والطفل يُـصبح صبياً ويبدأ رحلة الإلمام بما يدور حوله .
(17)
بريطانيا تسحب طروحاتها في كتابها الأبيض [17/6/1939] ..، وتنكص على عقبيها .. ليس عيباً الرجوع عن التعهدات السياسية لأي شعب من الشعوب .. خاصة إذا كان التراجع من دولة عظمى حفاظاً على مصالحها وهذا على حساب شعب يتآمر عليه الكون، .
وتكتشف بريطانيا أنها لا تستطيع أن تستمر في الإنتداب على فلسطين، وتقرر التخلي ونقل ملفات فلسطين السياسية إلى هيئة الأمم المتحدة .. وذلك في شهر [فبراير ـ شباط /1947] .. والطفل يحيا في كنف والديه .. عيونه تبحث عما أُذنيه تسمع .. لا شيء يشفي غليل الصبي وهو يكبر ويرقب ويتحدث ماذا يحدث ــ من حوالينا ؟ .. لا أحد يجيبه .. وإذا وجد جواباً ــ يكون / ذات الكلمتين .. "لا أعرف" .. أو يهز كتفيه ..، ربما جاءت هزة كتفه من هناك !.
هل إكتشف عقل الصبي / خليل الوزير ماذا تخبئ له الايام، هل نجح في وعيه وهو إبن درزن السنين أن يقرأ معادلة القوة بين شعبنا وعدوه المركزي ؟ هل ودع منزله وحارته ومدينته وأقرانه وعرف أن الإجتثاث من الجذور قادم، وأن قذفه خارج الوطن قد تم إعداده من التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني، لا يهم أين يكون القذف، المهم أن يكون في صحراء الجغرافيا وكذا في صحراء الزمن، لا يمكنهم إرسال الشعب إلى أفران المحرقة، فليرسلوا في تطهير عرقي عنصري بشع بدلاً من الهولوكوست إلى الترانسفير، هل عرف الشبل / خليل الوزير القدر الذي ينتظره والمسئولية التي سيحملها على كاهليه حتى رحيله سفيراً خالداً في السماء ؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نحن وذكرى ميلاد ابو جهاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الكلية الاسلامية :: فلسطين الحبيبة :: منتدى الشبيبة الطلابية-
انتقل الى: